*مها الجهني
استوقفتني عدة امور عادت لي من الذاكرة، عن الفكر الصحوي الذي كان يغذي المدارس ذاك الوقت ومدى تأثر طفولتي فيه.
كنت طفلة ذات ثمانية أعوام لاتريد ان تمسك بالريموت كنترول وترفض لمسه ؛خوفاً من أن تموت في لحظتها ويدخل الريموت معها لقبرها وتبعث يوم القيامة فيه ،ولم تكن تعلم والدتي سبب كرهي للبس البنطلون خوفاً من أن أموت ولاتستطيع مغسلة الموتى خلعه ويظطرون لسلخ جلدي وأنا ميتة!
كنت أتغذى في كل يوم ثلاثاء اثناء حصص النشاط المدرسي بشخصية تحاضرنا لمدة ساعتين تخبرنا عن الموت والتحرش واننا فتنة للسائقين وللرجال بالشارع لتغرس فينا الشك من أقرب المقربين وأن الكل وحوش.
تذكرت أهم الوصايا لنصبح مؤمنات بحق بأن نضع أكفاننا معلقة بخزائن الملابس حتى نتذكر الموت كل صباح عند فتحها،بعمر الثامنة تعلمت كيفة غسل الأموات في حال توفت أمهاتنا أو أخواتنا أن نقوم نحن بهذا العمل!!!
والكثير الكثير من الأمور الأخرى التي يشيب لها الرأس.
فالحمد الله أنني كبرت سويه الفكر أحب الحياة وأن إبني ذا الثمانية أعوام سيكبر محباً للحياة،لكني أأسى على طفولتي التي لم أعشها بسبب الخوف وهاجس الموت.
*كاتبة